book

العقل والاستدلال العقلي عند المتكلمين

العقل نور يهدي وصاحبه مهتدٍ، و من دونه فالإنسان جثة في الظلام، لا يستطيع التمييز بين الصحيح و الخطأ و الحسن و القبيح.نيُعدالعقلأحد المصادر التبعية للقاعدة الشرعية بإتفاق الفقهاء المسلمين على مختلف مذاهبهم، إلا إنهم اختلفوا في مرتبته، فمنهم من أسرف في تبجيله وتقديسه إذ وضعه في مقدمة المصادر سابقاً حتى المصادر الاصلية القرآن الكريم والسنة، غيرهم أنكر دوره وأهميته فجعله في مؤخرتها، وبين هذا وذاك شق الشيعة منهجاً وسطاً إذ وضعوه في المرتبة الرابعة بعد القرآن والسنة الصحيحة والإجماع، وعلى هذا المنوال كان الخلاف بين المتكلمين.لفهذا الكتاب هو عبارة عن دراسة في فكر الاستدلال العقلي في فترات تألقه وأوج قمته وازدهاره بين المدارس الكلامية الإسلامية التي دعت إلى احترام هذاالعقلوتقديسه واعطائه حقه الذي ميزه الله به وأعلاه على جميع ما دونه. فكانت هذه المدارس الكلامية متفقه جميعاً على دورالعقلفي التمييز ما بين القبيح والحسن , ولكنهم اختلفوا فيه على أساس رتبته، وهو الاستدلالالعقلي هل يتصدر على الشرع (النقل)، ويقدم عليه في حالة التعارض بين العقل و النقل؟وعلى الرغم من مشقة هذه الدراسة وصعوبتها، لما في موضوع البحث من حساسية وتداخل في جملة من آراء المدارس الكلامية الإسلامية، فيقتضي فيه التأمل الدقيق والملاحظة من الوقوع في الالتباس والشطط , إلا إن الكتابة في مثل هذا الموضوع خير من النكول وان الإقدام خير من الإحجام ولا سيما إذا خلصت النوايا وسلمت الصدور.