خيارات التصفية

إعادة تعيين التصفية

المكتبة

فلتر
book

هذا الكتـاب يجعلنـا أمـام مشــهد فريد لســـومر وحضارتهـا،حيـث الأصـــول الروحيـــة والمـاديـة الأولـى للإنــســـان. يقدم عرضاً وتحليلاً موسعاً لأربعة أركان أساسية من الحضارة السومرية، التي هي أول حضارة بشرية، في العصور التاريخية وهذه الأركان هي:1. التأريخ: حيث يتابع المؤلف الأصول الأولى للسومريين ويعرض لعددٍ من نظريات أصولهم، ويتقصّى هجراتهم ويعرض لتطورهم التاريخيّ من القرية إلى المدينة إلى الدولة إلى الإمبراطورية. 2. المِثولوجيا: حيث يصنّف الآلهة والأساطير السومرية على أسسٍ علميةٍ جديدةٍ، ويعرضها ويحللها ويكشف ما تحمله في أعماقها من كنوز فكرية وروحية كثيرة، ويرسمُ شجرة أنساب واسعةٍ للآلهة السومرية حصراً. 3. اللاهوت: حيث يقدم دراسة معمقة للأفكار والعقائد الدينية السومرية عبر (12) ثيمة رئيسية من العقائد والأفكار الدينية، ويربطها بأساطيرها وطقوسها المناسبة.4. الطقوس: حيث يقدم عرضا للطقوس والشعائر اليومية والمناسبات والدورية، ولشعائر الأسرار (السحر، العرافة، التنجيم، تفسير الأحلام).

book

إنّ اختيار الشعراء المتناولين بالقراءة في هذا الكتاب، لم يكن وليد الصدفة أو الاستنساب المزاجي، بل بسبب الدور الطليعيّ والمؤثّر الذي لعبوه، ولو بتفارتٍ ملحوظ، في نقل الشعريّة العربيّة من طورٍ إلى طور، وفي دفع الذائقة الجمعيّة للانقلاب على معاييرها السابقة.ولأنّ للحداثة مساراتٍ عدّة، فقد حرصت على تناول النماذج المتنوعة التي يشغل كلّ منها جزءاً متفاوت المساحة والأهمية من جغرافيا الشعر العربيّ الحديث.إنّ الحداثة في عمقها عمليةٌ متواصلة من التحوّل والنقض وإعادة التأسيس. وهي بالتالي ليست أرضاً مقدّسة أو وثناً للعبادة، بل مغامرة دائمة وفضاء مفتوح وأساليب متجاورة لا يجبّ بعضها بعضاً، ولذلك فإن ما نحن إزاءه ليس حداثة واحدة بل حداثات مختلفة، وليس لغة واحدة بل لغات.إنّ كل كتابة إذن هي مراكمة وإضافة إلى ما سبق، وليست بدءاً من الصفر. ولعلّ مقولة سان جون بيرس الشّهيرة: (( لكلّ منّا بحره الخاص))، تعني في ما تعنيه أنّ لكلّ شاعر إيقاعه وحساسيّته وطريقته في استخدام اللغة ومقاربة الأشياء.

book

ان قيمة الحاجة لهذه الشهادات ولتدوين السِيَر الشخصية للسياسيين تظلُّ مهمّةً في كل الأحوال، لكنها تشتدّ في ظروف وتجارب معينة، كتجربة العملية السياسية ما بعد سقوط الدكتاتورية، وهي مرحلة استثنائية في كل شيء؛ بإخفاقاتها ونجاحاتها، بتقدمها وانكساراتها. كما أنها مرحلة استثنائية بالنسبة للشعب ولتاريخ البلد، وحتى المنطقة والعالم. إن منطقتنا ما بعد 2003 هي ليست ما قبل ذلك العام، سواء من حيث انقسامها إلى محاور واتجاهات، أو من حيث التحوّلات الحاصلة في الحياة السياسية داخل كثير من بلدان المنطقة، وتطوّرات الحراك من أجل الديمقراطية، ثم ولادة ما سُمّي بـ (الربيع العربي) وما تبعته من تغيّرات عاصفة في أكثر من بلد. بالتأكيد لا يمكن هنا الفصل بين لحظة التاسع من نيسان عام 2003 وبين تداعياتها المباشرة وغير المباشرة في المنطقة.وفي مثل هذه الظروف والتجارب التاريخية التي تتباين بصددها وجهاتُ النظر وتختلف المواقفُ (...) تكون قيمةُ شهاداتِ الفاعلين والمنفعلين بهذه الظروف مهمةً حتى وإن اختلفت المعلومات أو تضاربت أو تناقضت من شهادة إلى أخرى. فقد يتيح الاختلاف والتناقض فرصَ الجدل والتدقيق للمؤرخ الموضوعي وللباحث المعني بالحقيقة، الحقيقة وحدها.

book

العراق كسياق تأريخي / سياسي يتحكم به إما الدكتاتور (حزبي أو ضابط) وإما رجل الدين (الخليفة، المعمم، الداعية)، كلاهما لا يسمحان بتأسيس دولة يحكمها قانون صارم وعادل وفوق الجميع كما في أوروبا وأمريكا. * الحضارة الغربية الحديثة اقتلعت ببلدوزرها العلميّ، بصعوبة، العطب الذي خلّفته المسيحية فيها، واستطاعت أن تسترد كرامة الإنسان الغربيّ الذي صرخ في القرن الخامس عشر صرخته الشهيرة: ما لنا وللمسيحية؟* يومها أدركت أن العلم والشعر ضروريان للإنسان. وكان هذا منطلق وعيّ جديد سيقودني إلى الدخول في الكهوف الداخلية والغاطسة للشعر بمعناه الشامل وليس بمعناه الأدبي فقط. وهنا أدركت أن الأدب يزيف الوعيّ إذا طلبه الإنسان ومارسه لوحده.* قبل أن نفحص الأشخاص علينا أن نفحص أفكارهم، الفكرة الحقيقية للشخص لا تكشف عن نفسها إلّا بالاختلاف معه، الاَخر المتطابق معك مجهول، أما الاَخر المختلف عنك معروف.

book

عاش نيتشه حياةً حافلةً بالعطاء الفكري والتمرُّد الوجودي على قيم العصر بمختلف أنواعها. ويمكن أن يُستشف من كل صور حياته التي عاشها أنها رسمت لنا معالم محدَّدة لخطاب فيلسوف ألماني يمكِّننا من بناء دلالات محدَّدة لمفهوم الفيلسوف، إلاّ أن الفيلسوف نفسه توافر، في نصوصه، التي كتبها على هيئة شذرات مقطعيّة كثيرة فضلاً عن نصوص أخرى مطوَّلة، توافر على صياغة مفهوم للفيلسوف واضح المعالم من حيث وجوده وأدواره في راهن الحياة ومستقبلها، وخلصَ إلى قوله: إن الفيلسوف الحقيقي هو إنسان معني بخلق أهداف وقيم جديدة من أجل غد آخر. فكيف تمَّ له ذلك؟في شذراته التأمُّليّة، نأى نيتشه كثيراً عن النزعة الشموليّة في إدلاق خطابه الفلسفي، ليس هذا فحسب؛ بل وحارب كمقاتل جملة الأنظمة الفلسفية التي وصلت ذروتها في القرن التاسع عشر، ليس هذا فقط، بل بدا هذا الفيلسوف محتاطاً من صانعي هذه الأنظمة غير النزيهة، والذي قال في كتابه (أفول الأصنام): "أحتاطُ من كل صانعي الأنظمة وأتحاشاهم؛ إن روح النظام نقصٌ في النزاهة". تحليلات جادّة تستبطن عوالم الفيلسوف الذي لا يزال مثيراً للجدل في دوائر البحث والدراسات حول العالم نقدّمها للقارئ الحصيف تعميقاً متواصلاً لقيمة السؤال وبرهان الحقيقة.

book

نحن في ربيع عـام 1983. مـرّ على الحرب العراقية الإيرانية ثلاثة أعوام، وصـاريقينـاً أنهـا فـخّ سيدمّـر الطرفين. مسـرح "الشرّ الأخير في الصندوق" مدينة بغداد خلال سنوات الحرب الأخيرة، حيث تعود الـرواية من خنـادق الحرب الأمـامية إلى بيـوت بغداد ومؤسساتهـا ومقاهيهـا وشوارعهـا. تجـوسُالزوايـا الحـادّة لمحـاولة النـاس التعـايش مع المحنة وصنـاعة الأملمن خـامة اليـأس. فضــلاً عن عــالم الرجـال المحفــوف بالمـخـاطر، هنـالك عـالم النسـاء الخـفيّ بكيميـاء تشـــبثه الصــعب بصنـاعةالحيـاة. تـنــتهي الــرواية في ســاحة الاحتفـالات الكـبرى،ليلة انتهـاء الـحرب، حيـث تجتمع شخصيـاتها في طقسســريّ يبـتعد خطوة خـطوة عـن ضـجيج الســاحة.

book

مؤلّفة الكتاب هي الابنة الصغرى لليف تولستوي، الكسندرا تولستايا التي عاشت إلى جانب ابيها خمسة وعشرين عاما حتى يوم وفاته، وكانت من أكثر المقربين اليه، ليس فقط بعلاقات الرحم، وإنما بالروح وعمق فهم ابداعاته، وشاطرته أفكاره ومعتقداته من صميم وجدانها. تتابع في مذكراتها نمو هذه العلاقات ولاسيما في السنوات الأخيرة من عمر الأديب، حينما كان يمر بأزمة روحيّة وعائليّة، محتاجاً إلى الحب والفهم.إنه كتاب مذكرات حيّة ومثيرة للاهتمام تصوّر، بشكل موثوق، حياة الأسرة والعالم المحيط فيها، وتروي ملابسات السنوات الأخيرة من حياة الكاتب العظيم، حينما قرر تولستوي التخلّي عن حقوقه كمؤلف ووضع أعماله مجاناً تحت التصرف العام، فيما رفضت زوجته هذا الخيار، وصارعت من أجل أن تكون حقوق الطبع باسمها، لأنها مورد "رزق العائلة". وقفت الابنة في هذا النزاع الدرامي الى جانب والدها، ولثقته بها منحها حق التصرف بأعماله بعد رحيله، وكشف لها بدقة تفاصيل سر مغادرته ياسنايا بوليانا قبل أن يحتضر أمام عينيها.تصوّر الصفحات نمط حياة تولستوي اليومية وهو يعكف على العمل والانتاج، والتعامل مع الآخرين، وبالخلاف عن العديد من المذكرات فالكسندرا تقدم تولستوي من دون رتوش، انساناً دنيوياً، ورجل عمل، مرحاً ويحب الحياة، ليس مفكراً عميقاً وأديباً عبقرياً وحسب، ولكن عند الحاجة يبتكر الالعاب المسلية، وينخرط فيها، يؤلّف الأغاني الخفيفة، ويرقص الرقصات الشعبية.كما تطوف بنا المؤلّفة في جولة واسعة في روسيا، بالدرجة الأولى في المناطق ذات الصلة بتولستوي، وخاصة ضيعة العائلة في ياسنايا بوليانا التي تمثل اليوم واحدة من أهم المعالم الثقافية الروسية ويزورها سنوياً الآلاف من السواح.إنه كتاب مثير، لا غنى عنه لمحبي صانع الحكايات الأمهر.

book

لقد أضحى الإنسان المعاصر في ظلّ جنوح العولمة وتجاوزاتها، وتحت وطأة اقتصاد السوق والتكنوقراطية، وفي أجواء الغفلية والسرية المدينية، واللاتجذر المعمّم، وكذا انحسار السلطات الأسرية والعمومية، مسحوقاً بين شِقّي الفوضى والارتباك. وغدا في عالم بهذه المعالم من المستحيل على إنساننا المعاصر أن يجبه بمفرده أعراضاً تتربص به ريب المنون. لهذا بات سؤال المعنى يُوجّه بإلحاحٍ شديدٍ إلى كل من التحليل النفسي والدين. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة في هذا الكتاب هو التالي: أي علاقة تنعقد أواصرها بين التحليل النفسي والدين؟ يشير الكاتب في هذا المؤلف الصغير إلى أن الجواب عن السؤال الآنف تعدّد وتنوّع وتوزّع، تاريخياً، بين ثلاثة مَنازعَ رئيسةٍ: فرويد، ويونغ، ولاكان. ومن المعلوم أن الرجال الثلاثة متباينو المنابت والجذور الثقافية: فالأول من ثقافة يهودية، والثاني من عائلة بروتستانتية، والثالث كاثوليكي الطائفة. ويؤكد فيليب جوليان في هذا المؤلف، كذلك، أن لا وجود لدينٍ (بالتعريف): بل إن ما يوجد في الواقع هي أديانٌ مخصوصة، أما "الديني" فهو متأصّل ومركوز في الجهاز النفسي الإنساني.

book

يندرج هذا الكتاب في سياق التوضيح المفهومي لكتاب "دروس سيكولوجيّة من الحرب الأوروبيّة". وعليه، إذا أكثر لو بون في الأوّل من إيراد مجموعة من الرسائل والبرقيات كي يقف على حقيقة ما جرى قبل اندلاع الحرب العالميّة، فإنّه عمد في هذا الكتاب إلى تبيّن التبعات الاستشرافيّة التي يُمكن أن تنجم عنها.إنّ التحوّل الذهنيّ هو القيمة التي ينعقد عليها تطوّر أيّ بلد. حيث أنّ توفّر البنية الذهنيّة نفسها، في الظروف نفسها أو في خضم ظروف مختلفة، من شأنه أن يُفضي إلى التبعات نفسها.لهذه الغاية، رصد لو بون ثلاث ذهنيّات، شهدت ذهنيّتان اثنتان منها تغيّرًا ملحوظًا، في حين أنّ الذهنيّة الثالثة نزلت في منزلة بين منزلتين.يعرض المؤلّف بدايةً للذهنية السِّلْمية التي حكمت أوروبا وسعت لعدم الانخراط في الحرب، وحالت دون استعداد فرنسا لها مثلاً، ويستعرض لو بون عبر تحليل أحداث الحرب الكبرى ما يسميه التطور الذهني للأمم التي دخلت الحرب واستفادت من تجاربها الباهظة كما في تراجع روسيا عن عنجهيتها بعد اصطدامها باليابان، أو تحول الأخيرة من دولة مستهلكة إلى منتجة جراء ما ذاقته من ويلات الحرب فانتفضت العقلية الجمعية بثورتها العلمية التي نقلت البلاد الى مرحلة أخرى. ومن دراسته لسلوك الذهنية الألمانية ينتقل لتمحيص وجهة نظر أمريكا التي تبيّنت هشاشة السّلم والحياد، فنزعت إلى التسلّح وتكوين جيش عظيم يضمن سلامتها في حال الاعتداء عليها.ينتهي المؤلف بعد دراسة أقطاب الحرب الكبرى إلى جملة من الخلاصات الفريدة التي تنظّر في مستقبل السلم والحرب للبشرية والتحديات التي تواجهها، منبهاً، كعادته، لآراءً جديرة بالتأمّل والانتباه.

book

"اللغة والإنسان" للكاتب والفيلسوف السويسري- الألماني ماكس بيكارد 1888-1965، هو الكتاب الثاني من سلسلة روائع بيكارد الفلسفية والأدبية، التي أقوم بترجمتها، بعد الكتاب الأول "عالم الصمت" والذي صدرت ترجمته الكاملة عن دار الرافدين في بيروت وبغداد.وقد صدر الكتاب في أكثر من 19 طبعة، وبلغات متعددة، بين الأعوام 1953- 2019. ورغم ترجمة أعمال بيكارد إلى معظم لغات العالم، فإن القاريء العربي يكاد يجهل تماماً هذا الفيسلوف والكاتب اللاهوتي المهم الذي أُطلق عليه اسم «ضمير أوروبا»، والذي تشغل أفكاره مكانة مهمة في الفلسفة و اللاهوت المعاصر، ناهيك عن الأدب، والتي جعلت كلاً من الروائي هيرمان هيسه والشاعر ريلكه من بين أشد المتحمّسين لكتاباته. تنبع أهمية فكر بيكارد من تميّز وطرافة الموضوعات التي عالجها، والقضايا الحسّاسة التي شرع بها منذ العام 1919. وقد تنوعت معالجاته و تراوحت بين الأدب، الفلسفة، اللاهوت، والفن. تتمحور الأفكار الرئيسية في أعمال بيكارد حول وقوف الإنسان بين طرفي معادلة شاقة؛» مسؤولية محتومة وإمكانية أن يختار". وانطلاقاً من ذلك، فقد أعتبر كلّ ما لحق بالبشرية من مآسٍ تالية نتيجة منطقية لانعدام التوازن بين طرفي هذه المعادلة، وبسبب غياب الإنسجام، سواء في العالم الخارجي الذي يعيش فيه الإنسان أو عالمه الداخلي، ولهذا يعيش الإنسان في العصر الحديث، بحسب تصوره، حالة تشرذم وهروب جماعي دائم. إذا كان كتاب "عالم الصمت" قد ركز على فكرة الصمت وعلاقته بالإنسان، وكيف أن هذه العلاقة تتأثر بطبيعة الصمت ومداه وعمقه ومجالاته، فإن كتاب "اللغة والإنسان" يتعلق بالكلمة وأهميتها في وجود الإنسان وعلاقتها بثيمات مختلفة تشكل مركزا مهما في حياة الإنسان و حياته الروحية والمادية، وكيف تتغير قيمة وأهمية تلك الثيمات بتغير هذه العلاقة وطبيعتها مع الكلمة واللغة. ومن بين هذه الموضوعات التي تناولها الكتاب؛ "اللغة والصوت، اللغة وعالم الكائن النقي، معنى اللغة، الزمن والمكان واللغة ، اللغة والشعر". وتهدف إلى التأكيد على روحانية الكلمة، باعتبارها مبدأ الخلق والوجود. فالكلمة، واللغة بشكل عام، معطاة للإنسان مسبقا، إنها هدية له، و يتوقف عليه امّا العبث بهذه الهدية أو صيانتها وتطويرها بما فيه فائدته وسعادته، حسب تصور الفيسلوف ماكس بيكارد.

book

اشراف وتحرير وتقديم: محمد بكاي يكتسي هذا الكتاب طابعا جادّا وحيويا ومتكاملا في حركة تحليلية وحفرية تجمع أكثر من ميدان للنفاذ داخل مقاربة تأويلية وتفكيكية صوب المعنى الخفيّ داخل العلاقات الداخلية والخارجية للخطاب. كما تسير أبحاث هذا الكتاب مع سياق التّحولات التي شهدها مجال تحليل الخطاب من فترة الانفتاح اللساني والسيميائي المعدّل والطفرة التي شهدتها السّرديات ونظريات النص أو البلاغة الجديدة ونظريات الـحجاج وصولا إلى القفزة التي حققتها التداوليات ودراسات السياق والعلوم المعرفية، منبّهين أيضاً إلى دور السياسات التفكيكية والـمقاربات الهيرمينوطيقية التي قدّم من خلالها فلاسفة الاختلاف (دولوز، فوكو، ريكور، دريدا...) رؤى فكرية متبصّرة وثائرة لسؤال المعنى داخل النص أو الخطاب. حيث أخرجت النص من عباءة التمركز والهيكلة إلى القدرة المعمقة للبحث عن ما يتوارى خلف الطيات والمضامين والمسكوت عنه، فتلك المقاربات تغذت من سديـمية تلك العوالم وغموضها لتحقق وفرة المعنى وثراء اللغة وكثافة انزياحاتها.وتمثل بحوث الكتاب تقاطعات معرفية من هنا وهناك، بين اللسانيات والسيميائيات أو بين السردية والشعرية، أو عبر التواصل والحجاج مرورا بالخطاب الفلسفي ومقارباته التفكيكية والتكتيكية، فهي تقاطعات متباعدة لكنها متجاورة؛ حيث تستأنس تلك الدّراسات بمحاولة ربط كلّ توجه معرفي بنظيره النقدي لإيجاد الخيط النَّاظم الذي يبرّر تراتب أقسام الكتاب وفصوله وجمعها في هيئة مدّ الجسور بين التصورات السابقة والحالية أو بين المقاربات الـمعرفية متشعّبة المنابع لتعيد صياغتها في وِحدة حماسية ليكون الكتاب أكثر تأثيرا في إحداث فهم موسّع ومترامي الأطراف لـمسائل الخطاب.

book

تعد الكتـابة عن تـاريخ يهود لبنـان من الدراسات الشـائكة التي يكتنفهـا الكثير من الغموض والالتبـاس والتعقيد، وتحتـاج إلى مثـابرة وصبر، إذ أن تـاريخ يهود لبنـان ظلَّ ولمدة طويلة حبيس الآراء التقليدية المتوارثة من النصوص التوراتية، حيث دعـا بعض المؤرخين والمفكرين إلى ترك الاعتمـاد على الروايات التوراتية، منهم تومـاس ل. تومسون في كتـابه تـاريخ بني إسرائيل.يتضمن الكتـاب تحليلاً موسعـاً يركز على تـاريخ يهود لبنـان، إذ يبدأ بتنـاول لبنـان عبرَّ العصور المختلفة، منتقلاً لجذور الطـائفة اليهودية في البلاد، وواقع لبنـان الاقتصـادي والثقـافي والاجتمـاعي والتعليمي، ليوضح بعدهـا دور المنظمـات الصهيونية في الهجرة إلى البلاد والعلاقة بين أحداث حزيران 1967 والطائفة اليهودية اللبنـانية، من ثم يقدم تصوراً عن أحوال يهود لبنـان في الوقت الحـاضر، مختتمـاً بحوثه بتسليطه الضوء على العبـادات والمعـاملات للطـائفة اليهودية اللبنـانية.